2022-05-15 17:50:37
تعريف العبادة والشرك والتوحيد عند مجدد الألف الثاني أحمد السرهندي الحنفي الماتريدي النقشبندي رحمه الله (ت:١٠٣٤ھ):
(المكتوب السابع والستون والمائة - ج:١): ((وآلهة الهنود رغَّبوا الخلق في عبادتهم، واعتقدوا أنفسهم آلهة، فإنهم وإن كانوا #قائلين_بوجود_رب_العالمين، ولكنهم أثبتوا له سبحانه الحلول فيهم، واتّحاده بهم، فدعوا الخلق إلى عبادتهم من هذه الجهة، وأمروهم بأن يقولوا لهم آلهة)).
(المكتوب السابع والستون - ج:٢): ((والكفر هو ظاهر البطلان لا يستحسنه عاقل أصلاً، ينبغي أن يظهر بطلانه بلا تحاشٍ، وأن ينفي آلهتهم الباطلة من غير توقف، وأن يثبت الإله الحق الذي هو خالق السموات والأرض بلا تردد، هل كان مسموعا أصلا أن آلهتهم الباطلة خلقوا ذبابة ولو اجتمعوا له كلهم؟ بل لو قرصهم الذباب وآذاهم لا يقدرون حفظ أنفسهم منه فضلاً عن حفظ غيرهم، وكأن الكفرة قالوا ملاحظاً لشناعة الأمر: {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} [يونس:١٨]، وأنهم ليقربونا إلى الله زلفى، ولم يدر هؤلاء المجانين أنه ليس لهذه الجمادات مجال الشفاعة، وأن الحق سبحانه لا يقبل شفاعة الشركاء الذين هم في الحقيقة أعداؤه تعالى في حق عبدة أعدائه))
(المكتوب الثالث - ج:٣): ((والعبادة ليست بأمر سهل حتى يعبد كل حجر وجماد، ويتصور كل عاجز -بل أعجز من العابد- مستحقا للعبادة، فإن استحقاق العبادة لا يتصور بدون تحقق معنى الألوهية فمن فيه صلاحية الألوهية؛ فمستحق للعبادة، ومن لا؛، فلا، وصلاحية الألوهية مربوطة بوجوب الوجود، فمن ليس فيه وجوب الوجود لا يليق بالألوهية، فلا يستحق العبادة، #وما_أشد_سفاهة_من_لا_يشركون_بالله_سبحانه_شيئا_في_وجوب_الوجود، ومع ذلك يُشركون به تعالى شركاء في #العبادة، ألم يعلموا أن وجوب الوجود شرط استحقاق العبادة؟.....بل الأهم والأحوج إليه والأنفع في هذه الطريق: #نفي_شريك_استحقاق_العبادة_المخصوص_بدعوة_الأنبياء عليهم الصلوات والتسليمات، فإن المخالفين الذين ليسوا بملتزمين ملة نبي من الأنبياء عليهم الصلوات والتسليمات أيضا ينفون شريك وجوب الوجود بدلائل عقلية ولا يثبتون غير واحد من واجب الوجود، ولكنهم غافلون عن معاملة استحقاق العبادة وفارغون عن نفي شريك استحقاق العبادة، ولا يتحاشون عبادة الغير))
(المكتوب السابع عشر - ج:٣): ((وهو تعالى واحد لا شريك له، لا في وجوب الوجود، ولا في الألوهية واستحقاق العبادة))
(المكتوب الثالث والعشرون - ج:٣): ((وكفار دار الحرب -مع وجود عبادة الأصنام- أحسن حالا من هذه الجماعة[أي:الفلاسفة]، فإنهم #يلتجئون_إلى_الحق سبحانه في المضايق، #ولا_يجعلون أصنامهم غير وسائل الشفاعة عنده تعالى))
(المكتوب الحادي والأربعون - ج:٣): ((ولتعظيم مراسم الشرك ومواسم الكفر كلها قدم راسخ في الشرك،....#والاستمداد من الأصنام والطاغوت في دفع الأمراض والأسقام كما #هو_شائع_فيما_بين_جهلة_أهل_الإسلام_عين_الشرك_والضلالة، وطلب الحوائج من الأحجار المنحوتة نفس الكفر، وإنكار على واجب الوجود تعالى وتقدس، ....وأكثر النساء مبتليات بهذا الاستمداد الممنوع عنه بواسطة كمال الجهل فيهن، يطلبن دفع البلية من هذه الأسماء الخالية عن المسميات.......#وما_يفعلونه من ذبح الحيوانات المنذورة للمشايخ عند #قبور_المشايخ المنذورة لهم جعل الفقهاء ايضا في الروايات الفقهية داخلا في الشرك، وبالغوا في هذا الباب، وألحقوه بجنس ذبائح الجن الممنوع عنها شرعا، والداخل في دائرة الشرك، فينبغي الاجتناب عن هذا العمل أيضا لكون شائبة الشرك فيه.....ومثل ذلك صيام النساء بنية المشايخ وبلا بيان، وينحتن أكثر أساميهم من عند أنفسهن، ويصمن بنيتهم، ويعين لكل إفطار يوم وضعا مخصوصا، ويعين الأيام أيضا للصيام، ويجعلن مطالبهن ومقاصدهن مربوطة بتلك الصيام، ويطلبن حوائجهن منهم بواسطة تلك الصيام، ويزعمن قضاء حوائجهن منهم، وذلك الفعل إشراك للغير في عبادة الله تعالى، وطلب لقضاء الحوائج عن الغير بواسطة العبادة إليه....#وقول_بعض_النساء وقت إظهار شناعة هذا الفعل: نحن نصوم هذه الصيام لله تعالى، وإنما نهدي ثوابها لأرواح المشايخ #حيلة_منهن))
1.2K views14:50