2022-05-20 15:11:58
الإمام رئيس أهل السنة أبو منصور الماتريدي قدس الله روحه في تأويلات أهل السنة:
((ﻳﺤﺘﻤﻞ: ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﻥ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺇﻻ ﻟﻠﻪ.
ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ: ﻧﻔﺲ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﺃﻱ: ﻻ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﻏﻴﺮ اﻟﻠﻪ، ﻣﻦ اﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭاﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ.))
((ﺫﻛﺮ ﻫﺬا اﻻﺳﻢ؛ ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﻳﻌﺒﺪ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮﺏ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺇﻟﻬﺎ؛ ﻛﻘﻮﻟﻪ: (ﻓﺮاﻍ ﺇﻟﻰ ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ)، ﻭﻛﻘﻮﻟﻪ {ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ اﺗﺨﺬ ﺇﻟﻬﻪ ﻫﻮاﻩ}؛ ﻟﻬﺬا ﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺇﻟﻬﻜﻢ اﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭاﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭاﺣﺪ ﺑﺬاﺗﻪ))
((ﻗﻴﻞ: ﺷﻬﺪ اﻟﻠﻪ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺫاﺗﻴﺔ، ﺃﻱ: ﻫﻮ ﺑﺬاﺗﻪ، {ﺃﻧﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ}؛ ﺇﺫ ﻓﻲ ﺫاﺗﻪ ﻣﺎ ﺗﻠﻴﻖ اﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭاﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ، ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺫاﺕ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ اﻟﻌﺼﻤﺔ.))
((ﻗﻴﻞ: ﻷﻥ ﺩﻋﻮﻯ ﻣﻦ ﻇﻬﺮ ﺻﺪﻗﻪ ﻓﻲ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ ﺇﺫا ﺷﻬﺪ، ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺒﻮﻝ، ﻭﻫﻮ ﺑﻤﺎ اﺩﻋﻰ ﻣﻦ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭاﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ؛ ﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻘﻠﻪ ﺃﺣﺪ - ﻇﻬﺮ ﺻﺪﻗﻪ، ﻭﻗﻬﺮ ﻛﻞ ﻣﻜﺬﺏ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺩﻋﻮاﻩ، ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ اﻟﻨﺠﺎﺓ))
(({ﻭﻻ ﺗﺸﺮﻛﻮا ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎ}
ﻳﺤﺘﻤﻞ: اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻹﺷﺮاﻙ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭاﻟﻄﺎﻋﺔ.
ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ: اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻹﺷﺮاﻙ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭاﻷﻟﻮﻫﻴﺔ.))
(( ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﺩﻭﻧﻪ ﻭﺗﺸﺮﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ؟! ﻳﺴﻔﻪ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻭﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﻟﻬﻢ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻧﻔﻌﺎ ﻭﻻ ﺿﺮا، ﻓﻤﻊ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺠﻌﻠﻮﻧﻬﻢ ﺁﻟﻬﺔ ﻣﻌﻪ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -: {ﻛﻴﻒ ﻧﺼﺮﻑ اﻵﻳﺎﺕ}
ﺃﻱ: ﻧﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ اﻵﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺧﻄﺌﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻫﺆﻻء، ﻭﺇﺷﺮاﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ.))
((ﻭﻗﻮﻟﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -: {ﻣﺼﺪﻕ اﻟﺬﻱ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ}
ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ؛ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ اﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺃﻧﺰﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻞ، ﻣﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺇﺷﺮاﻙ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭاﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ))
((ﻭﻗﻮﻟﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -: {ﺫﻟﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﻓﺄﻧﻰ ﺗﺆﻓﻜﻮﻥ}
ﺃﻱ: ﺫﻟﻜﻢ اﻟﺬﻱ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻻ اﻷﺻﻨﺎﻡ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺪﻭﻧﻬﺎ ﻭﺃﺷﺮﻛﺘﻢ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻜﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﺃﻱ ﺃﻱ ﺣﺠﺔ ﺗﺼﺮﻓﻜﻢ ﻋﻤﺎ ﺫﻛﺮ؟ ﺃﻱ: ﻻ ﺣﺠﺔ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺻﺮﻑ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻻ ﺻﺮﻑ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ اﻷﺻﻨﺎﻡ.))
((ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺳﻮﺭﺓ اﻷﻧﻌﺎﻡ ﻧﺰﻝ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺟﺔ ﺃﻫﻞ اﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ ﻟﻪ ﻭاﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻟﻠﻪ، ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭاﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ اﻟﺒﻌﺚ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮﺕ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ.))
(({ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ ﻭﻫﻢ ﺑﺮﺑﻬﻢ ﻳﻌﺪﻟﻮﻥ}.ﺃﻱ: ﻳﻌﺪﻟﻮﻥ اﻷﺻﻨﺎﻡ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭاﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺑﺮﺑﻬﻢ.))
((ﻭﻗﻮﻟﻪ: {اﺗﺨﺬﻭﻩ} ﺃﻱ: اﺗﺨﺬﻭﻩ، ﺇﻟﻬﺎ ﻋﺒﺪﻭﻩ، {ﻭﻛﺎﻧﻮا ﻇﺎﻟﻤﻴﻦ} ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ اﻟﻌﺠﻞ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻭﺿﻌﻮا اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ، ﻭاﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ.))
((ﻭﻗﻮﻟﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -: {ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ} ﺫﻛﺮ ﻫﺬا؛ ﻷﻥ اﻟﻌﺮﺏ ﺳﻤﺖ ﻛﻞ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺇﻟﻬﺎ، ﻭﻫﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ اﻷﺻﻨﺎﻡ ﺩﻭﻧﻪ ﻭﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ ﺁﻟﻬﺔ، ﻓﻨﻔﻰ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻋﻤﻦ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻬﻢ ﺩﻭﻧﻪ، ﻭﺃﺛﺒﺘﻬﺎ ﻟﻪ، ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻻﺳﻢ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭاﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻻ ﻏﻴﺮﻩ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺤﻴﻲ ﻭﻳﻤﻴﺖ، ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺩﻭﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ اﻹﺣﻴﺎء ﻭﻻ اﻹﻣﺎﺗﺔ،))
((ﻭﻗﻮﻟﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -: {ﻭﻻ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺭﺑﻪ ﺃﺣﺪا}، ﻳﺤﺘﻤﻞ: ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻹﺷﺮاﻙ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭاﻷﻟﻮﻫﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﻙ ﺃﻭﻟﺌﻚ: ﺃﺷﺮﻛﻮا اﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭاﻷﻭﺛﺎﻥ اﻟﺘﻲ ﻋﺒﺪﻭﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ))
788 views12:11
A
