2022-11-02 17:49:06
{ فَلَمَّا بَلَغَا مَجۡمَعَ بَیۡنِهِمَا نَسِیَا حُوتَهُمَا فَٱتَّخَذَ سَبِیلَهُۥ فِی ٱلۡبَحۡرِ سَرَبࣰا }
[Сура Аль-Кахф: 61]
الطبري:
يعني تعالى ذكره: فلـما بلغ موسى وفتاه مـجمع البحرين.
وقوله: {نَسيا حُوَتهُما} يعنـي بقوله: نسيا: تركا.
وإنـما جاز عندي أن يقال: {نَسِيا} لأنهما كانا جميعا تزوّداه لسفرهما، فكان حمل أحدهما ذلك مضافـاً إلـى أنه حمل منهما، كما يقال: خرج القوم من موضع كذا، وحملوا معهم كذا من الزاد، وإنـما حمله أحدهما ولكنه لـما كان ذلك عن رأيهم وأمرهم أضيف ذلك إلـى جميعهم، فكذلك إذا نسيه حامله فـي موضع قـيـل: نسي القوم زادهم، فأضيف ذلك إلـى الـجميع بنسيان حامله ذلك، فـيجرى الكلام علـى الـجميع، والفعل من واحد، فكذلك ذلك فـي قوله: {نَسِيا حُوَتُهما} لأن الله عزّ ذكره خاطب العرب بلغتها، وما يتعارفونه بـينهم من الكلام.
وأما قوله: { يَخْرُجُ مِنْهُما اللُّؤلُؤُ والمَرْجانُ } فإن القول فـي ذلك عندنا بخلاف ما قال فـيه، وسنبـينه إن شاء الله تعالـى إذا انتهينا إلـيه.
وأما قوله: {فـاتَّـخَذَ سَبِـيـلَهُ فِـي البَحْرِ سَرَبـاً} فإنه يعنـي أن الـحوت اتـخذ طريقه الذي سلكه فـي البحر سربـاً
والصواب من القول فـي ذلك أن يقال كما قال الله عزّ وجلّ: واتـخذ الـحوت طريقه فـي البحر سربـاً. وجائز أن يكون ذلك السرب كان بـانـجياب عن الأرض وجائز أن يكون كان بجمود الـماء وجائز أن يكون كان بتـحوّله حجراً.
وأصحّ الأقوال فـيه ما رُوي الـخبر به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرنا عن أبـيّ عنه.
البغوي:
فذلك قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَا}، يعني موسى وفتاه، {مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا}، أي: بين البحرين، {نَسِيَا}، تركا، {حُوتَهُمَا}، وإنما كان الحوت مع يوشع، وهو الذي نسيه، وأضاف النسيان إليهما لأنهما جميعاً تزوَّدَاه لسفرهما، كما يقال: خرج القوم إلى موضع كذا، وحملوا من الزاد كذا، وإنما حمله واحد منهم.
{فَٱتَّخَذَ}، أي الحوت، {سَبِيلَهُ فِى ٱلْبَحْرِ سَرَباً}، أي مسلكاً.
485 views14:49